الرئيسية
التبادل الاعلاني
قبل الحديث عن جراحة زراعة الشعر الطبيعي فإنه من الجدير إلقاء الضوء على موضوع تساقط الشعر.رغم أن الشعر لا يؤدي وظيفة حيوية للإنسان إلا ان في وجوده يشعر الإنسان بثقة واكتمال، وكثيرون هم الذين يعانون قلقاً واضطراباً نتيجة التناقص التدريجي لشعر الرأس رغم أنه بالنسبة للاخرين أمر اعتيادي بسبب منشأه الوراثي.ورغم معرفتنا بأن القابلية الوراثية لفقدان الشعر تنتقل للافراد من ناحية الأب والأم إلا انه لا ينحصر في جين وراثي واحد بل انه متعدد الجينات.يبدأ تأثر شعر الرأس بالتساقط بعد سن البلوغ في الرجال، وقد يحدث هذا في سن مبكرة قبل بلوغ سن العشرين ويستمر مع تقدم السن بشكل تدريجي مع فقدان الشعر لقوامه وكثافته في مقدمة أو جانبي الرأس وقد تكون البداية في قمة الرأس من الخلف، أحياناً يكون فقدان الشعر بأسرع من المعتاد ويعقبه ظهور فروة الرأس خالية من الشعر (الصلع).كيف يحدث هذا؟لا يحدث هذا إلا في وجود الهرمونات الذكرية (أندروجين (Androgens والتي يزداد تأثيرها في الأشخاص الذين يرثون من جهة ابائهم أو أمهاتهم الجينات المتعلقة بتساقط الشعر وتؤثر على بصيلات الشعر (الحساسة) أو التي يمكن وصفها بأنها مبرمجة خلقياً للتأثر بالاندروجين وهي بصيلات الشعر في جانبي ومقدمة وأعلى الرأس مختلفةً بذلك عن بصيلات الشعر في مؤخر الرأس والاجزاء السفلى من جانبي الرأس والتي لا تتأثر بالاندروجين ولذلك تعتبر دائمة.يجب ملاحظة وجود اختلاف في درجة وسرعة فقدان الشعر الوراثي من شخص لآخر.هناك أسباب أخرى تؤدي إلى تساقط الشعر مثل حدوث مرض عند الشخص أو حمى، أو نتيجة استعمال بعض الادوية كالتي تستخدم في معالجة الاورام وحالات التعرض للاشعة أو اضطراب الغدة الدرقية زيادة أو نقصاناً.وفي الحالات التي يمكن في الغالب معالجتها أو إزالة السبب المؤثر يعود نمو الشعر.أما في حالة فقدان الشعر الوراثي وهو الأكثر انتشارا وخاصة في الرجال عنه في النساء فيحدث تناقص تدريجي في قوام الشعر في الجزء المتأثر ويتناقص كذلك طول الشعر ومدة نموه إلى أن تسقط الشعرة تلقائياً أو عند التمشيط أو الحمام أو أثناء النوم ولا تعود للنمو مرة أخرى.يجب معرفة ان عدد بصيلات الشعر في الإنسان ثابت منذ الولادة أي أن الشعر لا يتكاثر أو يزيد في العدد. وهنا يجب التعريف بأن للشعر دورة نمو تتكون من: 1.مرحلة النمو النشط Anagen وتمتد من 4- 6سنوات وينمو الشعر بمعدل نصف أنش في الشهر. 2.مرحلة تحول Catagen. 3.مرحلة راحة Telogen ت
ستغرق 3شهور.حوالي 10% من شعر الرأس في هذه المرحلة من عدم النمو ولذلك فإن 10% من شعر رأس الإنسان هو في مرحلة عدم نمو (أو فترة راحة) في أي وقت من عمر الإنسان وهذا هو سبب تساقط من 50- 100شعرة يومياً عند الشخص العادي والتي تعاود النمو بعد ثلاثة أشهر تقريباً وهذا يشرح دورة نمو الشعر.أما مع وجود هرمون DHT (دايهيدرو تستوستيرون) وكذلك الجين الوراثي فإن ذلك يسبب فقدان الشعر الوراثي (الصلع).كثيرون يعتقدون ان للتغذية دوراً في حدوث فقدان الشعر (الصلع) فإذا كان هذا صحيحاً فلماذا إذاً نرى الكثير من رؤوس الذين يعانون من المجاعة مليئة بالشعر؟ان للتغذية دوراً في ان يكون الشعر بحالة جيدة ولكن أحيانا يحدث فقدان شعر مؤقت مع نقص فيتامين ب أو الزنك، ويحدث ذلك أيضاً في حالات الإفراط في تناول فيتامين "أ"، لذلك فإن عامل التغذية لا يؤثر ولا يعيد نمو الشعر الذي تساقط بفعل الوراثة.نريد الإشارة إلى أن تأثر الجسم بعوامل مرضية طبية أو جراحية له دور أحياناً في تساقط الشعر، ولذلك فإن التوتر Stress الذي يحدث في الجسم كرد فعل للعوامل المرضية أو الجراحية يجعل فترة نمو الشعر أقصر وبذلك يؤدي بعدد كبير من بصيلات الشعر أن تتوقف فجأة عن النمو وتت
ساقط ويحدث ذلك بين شهر أو اثنين من التوتر Stress الذي طرأ على الجسم.وقد يستمر هذا التساقط لمدة شهر بعد ذلك.مثال على ذلك أيضاً ما يحدث للأمهات عادة بعد الولادة وهي الحالة المعروفة:Post-Partum Telogen Effluvium أنواع أو درجات فقدان الشعر الوراثي:معظم هذه الحالات في الرجال وتتبع تصنيف Norwood - Hamilton أما في النساء فإن تساقط الشعر يكون غالباً في عموم شعر الرأس بما في ذلك مؤخر الرأس، وفي بعض النساء فإن التأثير الوراثي يظهر في منتصف الرأس خلف مقدمة الشعر. العلاجات الطبية:الجدوى منها مؤقتة وقد تمنع مزيداً من تساقط الشعر شرط الاستمرار في استعمالها لان التساقط يعود بعد التوقف عن استعمال الدواء ونذكر من هذه العلاجات: مينوكسيديل (محلول)، فيناسيتيرايد 1مجم (بروبيشيا) أقراص للرجال فقط بوصفة طبية تحت إشراف الطبيب المختص.ومن الوسائل الاخرى التي يلجأ إليها الذين يعانون من مشكلة فقدان الشعر الوراثي.. استعمال الشعر المستعار (الباروكة) وقد يجد البعض في استعمالها حلاً لمشكلتهم خاصة إذا كان فقدان الشعر لديهم (مثل التصنيف السادس أو السابع) في الجدول المنشور.أما عن جراحة زراعة الشعر فقد تطورت كثيرا عما كانت عليه في السابق من حيث
النتائج الطبيعية والتي تعتمد كثيرا على اختيار الحالة المناسبة وبدرجة أكبر على الخبرة والمهارة، فإذا وجد أن زراعة الشعر قد تفضي إلى نتيجة غير طبيعية فمن الأفضل ان يترك الشخص بحالة فقدان الشعر (الصلع) لان ذلك طبيعي.ونلاحظ ان كثيرين يخلطون بين ثلاثة أمور: الشعر المستعار (الباروكة)، وزراعة الشعر الصناعي (البيوفايبر)، وزراعة الشعر الطبيعي.أما الشعر المستعار (الباروكة) فقد تصنع من شعر صناعي أو شعر آدمي ويتم تثبيتها على الرأس بطرق مختلفة ويقوم فنيون بهذا العمل في مراكز معينة.بعض الناس الذين يصرون على إيجاد حل لمشكلتهم مع فقدان الشعر (الصلع) يلجأ إلى الباروكة ويبقى الهاجس الأكبر لديهم الخوف من اكتشاف هذا الامر بواسطة الاخرين.أما زراعة الشعر الصناعي (البيوفايبر) فهي كالشعر المستعار (الباروكة) أي الشعر لا ينمو ولكن يبقى بنفس الطول ويغرس في جلد الرأس ليبقى بشكل ثابت.ويترتب على زراعة الشعر الصناعي مضاعفات منها حدوث التهابات في جلد الرأس رغم ما يقال عن تحسينات في صناعة البيوفايبر ويتطلب الأمر الغسل يوميا بمادة مطهرة لجلد الرأس، والاهم من ذلك احتمالية حدوث تليفات بجلد الرأس بمرور السنوات لان ما هو مزروع في جلد الرأس غير حي
وي، لهذا السبب فإن غالبية المحافل الطبية المختصة توصي بعدم إجراء زراعة شعر صناعي بل هو ممنوع من قبل الهيئات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا.أما زراعة الشعر الطبيعي فتعتمد على استخراج بصيلات شعر دائمة وحيوية من خلف رأس نفس الشخص باستخدام التخدير الموضعي والميكروسكوب، ومن ثم توزيعها وزراعتها بأدوات جراحية دقيقة في اجزاء الرأس التي تأثرت بالتساقط. ولذلك يتطلب الأمر وجود مساعدين مؤهلين ومدربين مع المختص في هذا المجال، وتستغرق العملية في المتوسط 8ساعات، يعود بعدها الشخص إلى بيته مزوداً ببعض التعليمات.والعملية ناجحة بدرجة كبيرة إذا تم إجراؤها بإتقان.ويتساءل الكثيرون عن المضاعفات وهم يخلطون بين زراعة الشعر الطبيعي والشعر الصناعي (البيوفايبر)، أما في زراعة الشعر الطبيعي فلا توجد مضاعفات إلا نادراً، وأهم المضاعفات تجميلية إذا لم تجرالعملية بإتقان.أما سلبيات عملية زراعة الشعر الطبيعي فهي كلفتها العالية ولكنها إذا قورنت بالنتائج الطبيعية الدائمة التي تنعكس إيجابيا على الشخص فإنها تعتبر من أفضل الحلول لتساقط وفقدان الشعر الوراثي (الصلع) لدى الكثيرين. د . عبيد سليمان بن عبيداستشاري الأمراض الجلدية وجراح
ة التجميلل
منقوللل
